أقدمت شركة أبل Apple على حذف إعلان ترويجي جديد من قناتها الرسمية على YouTube، بعد أقل من 24 ساعة من إطلاقه، إثر موجة من الانتقادات والردود المتباينة التي طالت محتواه. الإعلان الذي حمل عنوان "The Parent Presentation" أو "العرض المقدم للوالدين"، استهدف فئة أولياء الأمور في إطار حملة العودة إلى المدارس، ودعاهم بشكل غير تقليدي لشراء أجهزة ماك بوك MacBook لأبنائهم من طلاب الجامعات.

فيديو ساخر... وقرار سريع بالحذف

ظهر في الإعلان الكوميدي الأميركي مارتن هيرليهي، حيث قدم مقطعًا ساخرًا يرشد الطلاب إلى كيفية إقناع آبائهم بضرورة امتلاك جهاز ماك بوك، باستخدام عرض تقديمي معدّ مسبقًا لهذا الغرض. ورغم الطابع الفكاهي للمحتوى، الذي سعت أبل من خلاله للتواصل مع الجيل الشاب، إلا أن ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي كانت في معظمها سلبية.

وانتقد كثيرون الإعلان واعتبروه محاولة تسويقية "محرجة" و"مبالغ فيها"، لا تتماشى مع الصورة الاحترافية والجادة التي ارتبطت بها علامة أبل على مر السنوات. ودفع هذا التفاعل السلبي بالشركة إلى حذف الفيديو نهائيًا من يوتيوب، وإعادة ترتيبه في صفحتها الرسمية الخاصة بعروض الطلاب، حيث أزالت الفيديو من أعلى الصفحة ونقلته إلى قسم سفلي دون ترويج مباشر.

الفكرة الإبداعية ما تزال متاحة

ورغم حذف الفيديو الترويجي، لا يزال العرض التقديمي الذي كان محور الإعلان متاحًا للتحميل عبر منصات Microsoft PowerPoint، وApple Keynote، وGoogle Slides. ويتكوّن العرض من 81 شريحة قابلة للتعديل، صُممت لتتيح للطلاب تخصيصها بمعلوماتهم الشخصية بهدف عرضها على أولياء أمورهم، مع إبراز مزايا أجهزة ماك بوك في الحياة الدراسية، مثل خفة الوزن، وكفاءة الأداء، وطول عمر البطارية.

أسلوب تسويقي جديد يستهدف جيلًا رقميًا

تُشير هذه الخطوة إلى توجه أبل نحو اعتماد أساليب تسويقية أكثر تفاعلية وإبداعًا، حتى وإن أثارت الجدل، بهدف مخاطبة الجيل الجديد من المستخدمين بأسلوب يتماشى مع ثقافتهم الرقمية وسلوكهم التواصلي. ويُعد هذا التحول جزءًا من استراتيجية أبل المستمرة للتأثير في قطاع الطلاب الجامعيين، باعتبارهم شريحة استهلاكية ذات تأثير متزايد.

عروض العودة إلى المدارس مستمرة

تزامن هذا الإعلان مع إطلاق عروض أبل السنوية للعودة إلى المدارس، والتي تتضمن خصومات تصل إلى 10% على مجموعة مختارة من منتجات الشركة، إلى جانب هدايا مجانية مثل سماعات AirPods عند شراء أجهزة ماك بوك أو آيباد المؤهلة.

بين الانتقادات والابتكار

ورغم الانتقادات التي وُجهت للحملة، لا تزال أبل تحتفظ بمكانتها الرائدة في مجال الدمج بين الابتكار التكنولوجي والتسويق الذكي، مستهدفة بذلك فئة الشباب والطلاب، الذين أصبحوا يمثلون واحدة من أكثر الفئات تأثيرًا وتطلبًا في السوق الاستهلاكي التقني.